الفرق بين المرض النفسي والاضطراب النفسي وأهمية العلاج الدوائي

للأسف هناك العديد من الأشخاص لا يقبلون تلقي العلاج الدوائي في حال عانوا من مشكلة نفسية، وأنا أتفهمهم دائما ما كان هناك سمعة سيئة للدواء لأنه كان يعطى لأشخاص غير متزنين نفسيا ويعانون من أمراض نفسية صعبة ( كالشيزوفرينيا او اضطراب ثنائي القطب او انفصام الشخصية) والتي تعد امراض جدا صعبة، والذي يعاني منها يتلقى ادوية صعبة كي يتوازن ولا يؤذي نفسه او محيطه.
لكن الذي بجهله معظم الناس ان هناك فرق كبير بين المرض النفسي والاضطراب النفسي. فان الكثير من الاشخاص اليوم يعانون من اضطرابات نفسية كالاكتئاب والخوف والوسواس القهري، والتوجه للعلاج الدوائي هو فقط عندما يكون الاضطراب صعب، وإن ادوية الاضطرابات بمعظمها ليس لها عوارض جانبية صعبة، واذا كان الشخص يتلقى علاج بالمحادثات، فبأغلب الأحيان باستطاعته ايقاف الدواء بعد عدة أشهر او سنة.

رأيت بعيادتي العديد من الأشخاص يعانون نفسيا وحياتهم كانت جدا صعبة بسبب رفضهم لتلقي العلاج الدوائي، لانه بحالات الاضطراب الصعبة العلاج بالمحادثات قد لا يكفي ومفعوله يكون جدا محدود. اما عند تلقي الدواء، فكنت أرى التغيير الجذري الذي يحصل بحياة الشخص، وعندها العلاج قد يساعده على تحقيق ذاته واكتشاف قواه الداخلية.