القيم والأخلاقيات بالتربية

من المهم أن نسأل أنفسنا كمربين ما هي رسالتي لأبنائي، ما الذي أود أن يعرفوه عن هذه الحياة، ما الأدوات التي يمكنني إعطائها لأبنائي ليقدروا على التعامل مع هذه الحياة.
معظمنا نرغب بتربية أبنائنا على قيم وأخلاقيات، وهذا شيء مهم وجيد, اذ من المهم أن ننقل لابنائنا أهمية الاحترام. احترام ذاته واحترام الآخرين، أهمية الصدق والأمانة، أهمية تطوير النظرة الايجابية لمواجهة صعوبات الحياة، أهمية الالتزام، الجهد، المثابرة، الاستمرارية، الحلم، حب الذات، تحقيق الذات، حب الآخرين، المساعدة، النظام، الترتيب، الاهتمام بالذات وبالآخرين، تقبل الذات برغم الصعوبات، وتقبل الاخرين برغم الاختلاف، وبعد العديد من القيم والأخلاقيات..
لكن اياكم المثالية وتقديس القيم والأخلاقيات، فعلى أبنائنا أن يكونوا شموليين. اذ نحن نريد أن تكون لديهم هذه القيم والأخلاقيات، لكن اذا كانت بدرجات عالية جدا قد يصبح يطمح للكمال، وهذا شيء مؤذي جدا، وفيه إنكار لطبيعته كإنسان يحوي النور والظلام، السالب والموجب، الخير والشر. نعم نريد أن يغلب النور الظلام، وأن يغلب الموجب السالب، وأن يعلو الخير على الشر، لكن يكفي أن يغلبه بدرجات قليلة. اذ من غير الجيد أن نطمح لأكثر من ذلك، لأن الطموح للكمال هو طريقنا لنار داخلية ستبقى تهدد أمننا وأماننا وتجعلنا وأبنائنا بعيدين عن الراحة النفسية.