تحديات جيل المراهقة

ابني المراهق يرفع صوته بوجهي وطلباته لا تنتهي:
جيل المراهقة هو من أصعب الفترات على المراهق وعلى عائلته.

بهذا الجيل يعيش المراهق العديد من التخبطات، لديه الكثير من الأسئلة، عن نفسه، عن جسده، وعن هويته. بهذه الفترة يرى المراهق العالم من حوله بطريقة متطرفة، فهو ليس قادر على فهم ذاته ويشعر أن لا أحد يستطيع فهمه.   

لهذا، العلاقة القريبة المبنية على التواصل الإيجابي مع ابننا المراهق هي كما الأساسات المتينة، التي قد تجعل ابننا يمر هذه الفترة مع القليل من الأضرار. اذا كان هناك صعوبات كبيرة بين المراهق ووالديه من جيل صغير، توقعوا انكم ستواجهون العديد من الصعوبات بهذه الفترة.
عصبية المراهق هي من أكبر التحديات، لذلك من المهم أن نتذكر، انه عصبي لانه يشعر بخربطة كبيرة.

تذكروا المثل الذي يقول: “إن كبر إبنك، خاويه”، بهذا الجيل بالرغم من رفض المراهق لاي تدخل من والديه، الا انه بداخله يريد أن يبقوا بتواصل معه وأن لا يتنازلوا عنه. لذلك حتى لو عارض المراهق والديه وحاول الغائهم، مهم أن لا يأخذوا الأمر بجدية وأن لا يحزنوا ويغضبوا منه، بل عليهم أن يحاولوا جاهدين الفهم انه يحاول بناء ذاته واستقلاليته ولذلك هو بحاجة لإلغاء رأي والديه.

لكن ماذا عن الحدود والسلطة الوالدية بجيل المراهقة؟

بهذا الجيل المراهق بحاجة لسلطة والديه أكثر من أي وقت مضى، لكنه بحاجة لمرافقة ورقابة وليس لمراقبة.

اذا كانت طلباته لا تنتهي ، ويُشعر والديه انهم غير قادرين على توفير احتياجاته، فمن المهم على الوالدين العمل على احساس الذنب الذي يشعرون به وأن يفهموا انه من حق ابنهم بأن يطلب الكثير من الطلبات، لكن من حقهم هم أيضا أن لا يلبوا جميع طلباته أو بالأحرى من واجبهم أن لا يلبوا جميع  طلباته، كي يأخذ مسؤولية أكبر على حياته.

من اهم الامور التي على الأهل الانتباه لها بتربية المراهق, هي عدم خوفهم من ردة فعله الغاضبة, فالمراهق يحاول تدمير والديه, لكنه يتمنى بأن لا ينجح بفعل ذلك, وأن يكون لديه والدين أقوياء, لانه بذلك قد يشعر بقوة أكبر وأنه يستطيع أن يثق بوالديه بأنهم على القدر الكافي من الكفاءة ليساعدوه اذا احتاجهم, فلا يغركم ردة الفعل الغاضبة والهائجة للمراهق, انما هي محاولته للتطور والنمو والاستقلالية