الأنا /الايچو من أكبر المعيقات لتطور الراحة والسلام الداخلي. فعندما يُجرح هذا الأنا، يشعر الشخص كأن وجوده قد هُدِدَ, فيحاول بأقصى قوته أن يحمي نفسه حتى لو بطرق غير مشروعة، مثل استغلال سلطته ونفوذه، تصغير وتقزيم الآخرين، التهكم والسخرية من الآخرين، إستعمال القوة والتعنيف (بالذات الكلامي).
فإن كل من يتصرف بهذه الطريقة، حياته جحيم وبعيدة عن الراحة، الهدوء والسلام النفسي.
مع أن شخصاً كهذا لا يُطاق، والأشخاص من حوله يعانون جدا, إلا أنه بالواقع شخص مسكين, لديه جرح دائم ينزف, كل كلمة/ نظرة/ حركة ممكن أن تهدد كيانه.
مما ينبع هذا الضعف الذي تحول لجبروت بالمعنى السلبي؟
من نقص رهيب باحتياجات أساسية، بالذات الحاجة “بأن يروني وأن يتلهفوا من وجودي”. لذلك هؤلاء الأشخاص يبحثون عن تلبية هذه الحاجة طوال حياتهم.
الدلال المفرط أو الزائد لأطفالنا من شأنه أن ينشيء أيضا طفل مع جرح كهذا, لأن الأهل عندما يدللون طفلهم ويستثمرون به استثمارا زائدا فهذا ليعوضوا الطفل بداخلهم, فهم يرون ويتلهفون لوجود ذواتهم ولرؤية استثمارهم بدون تواصل حقيقي مع الطفل.
فالطفل الذي نصوره طوال اليوم ونتلهف من وجوده بحياتنا, سوف يكبر ويبقى يبحث عن هذا التلهف بعيون الآخرين اينما ذهب. اذ إنه بدون هذا التمركز حوله وبدون هذه اللهفة، لن يعرف من هو.
فلا تفرطوا بالدلال أو بالإهمال, خير الأمور الوسط. علينا بناء علاقة قريبة (غير خانقة) ملؤها الحب والإحترام، بالذات احترام كيان ووجود الطفل, لا أن نبرمجه ليصبح النسخة المثالية لأهل مثاليين.