الحب الغير مشروط لأبنائنا

الحب الغير مشروط لأبنائنا
أبدا لا يعني التنازل لهم وعدم وضع حدود واضحة.
الحب الغير مشروط يكون بقبولنا الداخلي لهم كيف ما كانوا مع كل صعوباتهم ومع كل مميزاتهم. لكن بالخارج، بالعلاقة الحقيقية التي بيننا علينا أن نحثهم على التقدم والتغير والوصول الى النجاحات والنتائج التي بامكانهم تحقيقها.

مثلا: اذا كان طفلي/ ابني المراهق/ ابني الشاب يعاني من صعوبة بالمداومة بدروسه/ بعمله. بيني وبين نفسي علي أن أفهم أن هناك سبب ما او صعوبة التي قد تؤدي للصعوبات لدى ابني وعلي أن أقبل ذلك (كالعسر التعليمي/ صعوبات الاصغاء والتركيز/ صعوبات بالتحكم بالذات/ مخاوف/ قدرات ذهنية متدنية/ دلال مفرط من الوالدين/ قسوة مفرطة من الوالدين). لكن انتبهوا كل ما ذكرته سابقا, أعمل عليه بداخلي, بيني وبين نفسي. اما بالخارج، بالعلاقة الحقيقية بيني وبين ابني, ممكن أن أغضب عليه، أن أطلب منه الالتزام والمداومة والعمل على صعوباته, وانبهه على أنه بالرغم من صعوباته، بامكانه أن يجتهد أكثر وأن يبلي بلاءً جيداً لأن النجاح هو ثمرة اجتهاد وليس ثمرة ذكاء.
للاسف معظم الأهل تعمل عكس ذلك: تغضب بداخلها وتغضب بشكل واضح على ابنها، او تغضب بداخلها وتحاول تخبئة غضبها عن أبنها. بالحالتين يرى الابن ويشعر بالشعور الداخلي للأهل. ليس هناك انسان بالدنيا يحب أن يشعر بمدى خيبة أمل والديه فيه ومدى عدم تقبلهم له.

بتربيتنا لأبنائنا العمل هو على شعورنا الداخلي اتجاههم وليس على الشعور الذي نحاول أن نظهره لهم..
أحبوا أبنائكم محبة غير مشروطة واقبلوهم كما هم.. لكن لا تتنازلوا عنهم ولا تعطوهم التسهيلات بسبب شفقتكم عليهم..