منذ نعومة اظافرنا، جميعنا نريد ان نشعر أننا محبوبين ومقبولين وأن الاخر يرغب بوجودنا بحياته. لكن عندما يكون هناك نقص بهذا الإحتياج لدى الطفل، فانه يتعلم سريعا عزل نفسه عن مشاعره الداخلية وعن احتياجاته، وذلك كي لا يشعر بالنقص. لكن للأسف عزل نفسنا عن المشاعر السلبية، يجعلنا ايضا غير قادرين على التواصل مع المشاعر الايجابية. ذلك بدوره قد يؤثر على قدرتنا كبالغين على بناء علاقات صحية ومتوازنة.
بهذه العلاقات يكون الطرف الغير متواصل مع مشاعره بعيد عاطفيا، وحتى اذا تزوج يواجه صعوبة بالغة بالتقرب العاطفي من شريكه، وحتى انه احيانا يكون فاقد لهذه القدرة.
من الجانب الاخر هناك اطفال يأخذون من أهلهم حب كبير والذي قد لا يكون متوازنا ويتحول الى خوف مفرط وتعلق مفرط بالطفل. هؤلاء الأطفال ايضا يجدون صعوبة بالتواصل مع مشاعرهم، لأن اي تعبير عن شعور سلبي، قد يعزز شعور كبير بالذنب لدى الأهل، الذين ينقلون هذا الشعور لطفلهم ويوصلون له الرسالة بأن عليه اخفاء مشاعره، وهكذا يستمر الطفل بكبت مشاعره حتى لحظة الانفجار وعندها قد يشعر بأنه أسوأ انسان بهذا العالم.
لهذه الاسباب أحبوا أبنائكم لكن بتوازن, أحبوا ازواجكم وزوجاتكم أيضا بتوازن, أحبوا والديكم كذلك بتوازن، وتعلموا التعبير عن مشاعركم، ايضا بتوازن. فالتعبير عن المشاعر من أهم التقنيات لنعيش براحة وسكينة ولنعرف كيف نتعامل مع الصعوبات والتحديات بحياتنا.